ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

التصوير الفوتوغرافي / السماء الزرقاء (2)

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

التصوير الفوتوغرافي / السماء الزرقاء (2)


التصوير الفوتوغرافي / السماء الزرقاء (2)   

Blue Skies (2)

 

في التدوينة السابقة تعرفنا على التصوير في السماء الزرقاء (1)، لقراءة المزيد.


السماء الزرقاء / التصوير في مدة 10 دقائق

Blue Skies / The 10-minute Window

تحدثنا في التدوينة السابقة عن السماء الزرقاء في جلسات التصوير القصيرة، وفي هذه التدوينة نعرض بعض الأمثلة العملية عن جلسة التصوير التي لا تتجاوز حوالي 10 دقائق. مع ملاحظة أن كل الأمثلة لصور في نفس الموقع وهو منتجع البحيرة، يانج زونجهاي، يونان، الصين.


مثال (1)

صورة توضح جمال السماء الزرقاء في منتجع البحيرة، يانج زونجهاي، يونان، الصين. كانت جلسة التصوير قصيرة، قام المصور بالتقاط الصورة الأولي في فترة المساء في حوالي الساعة 7:50 مساءً، أي بعد 20 دقيقة بالضبط من غروب الشمس، أي قبل ظهور الضوء الأزرق السحري للسماء.


كانت اللقطة بعيدة المدى، ولم يبدأ المصور في التقاط الصور إلا بعد مرور ثلاث دقائق. بعدها قام بالتقاط الصورة النهائية، وذلك عندما كان توازن اللون والضوء مثاليًا، لكل من إضاءة السماء والإضاءة الكهربية الثانوية، كان ذلك قبل أن تغرق السماء في الظلام، وتم التقاط الصورة الأخيرة في الساعة 8:02 مساءً.


قبل التصوير قام المصور بإعداد والتخطيط للصورة. فقبل توقيت جلسة التصوير قام بإعداد ووضع الدعائم والنماذج ومصابيح الإضاءة الإضافية، واستغرق ذلك حوالي ساعتين، في بعض الأحوال قد لا نحتاج إلى مصابيح إضاءة إضافية ولكن المصور وضعها بشكل احتياطي لتأمين المشهد. 


حيث أنه خلال عشر دقائق لن يكون هناك أي وقت لتغيير أي شيء، لم يتم تركيبه مسبقا قبل بداية جلسة التصوير، ولكن في كثير من الأحوال قد لا نحتاج لاستخدام المصابيح الإضافية إلا نادرًا. بعد إعداد مصابيح الإضاءة الثانوية، انتظر المصور حتى أصبح لون السماء الأزرق قويًا وبدأ في التلاشي إلى اللون الأسود ثم التقط الصور.

التصوير الفوتوغرافي / السماء الزرقاء (2)


مثال (2)

اختبار المشهد في وقت النهار

لقطة صباحية تتضمن تحضير المصابيح والأشياء التي تناسب مع التصوير المسائي. 


مثال (3)

التصوير عند الساعة 7:50 مساءً

قام المصور بالتقاط الصورة بعد غروب الشمس بنصف ساعة. حيث كانت الأضواء الكاشفة بدأ نورها للتو في الظهور عند المسافة المتوسطة.

 

مثال (4)

التصوير عند الساعة 7:54 مساءً

قام المصور بالتقاط الصورة عندما بدأت السماء للتو في التحول إلى اللون الأزرق، لكن كان اللون الأزرق السماوي ضعيف في هذه المرحلة. فأصبحت الأضواء الكاشفة قوية جدًا في المكان. 

التصوير الفوتوغرافي / السماء الزرقاء (2)


مثال (5)

التصوير عند الساعة 8:00 مساءً

قام المصور بالتقاط الصورة عندما تحولت السماء في هذه التوقيت بالضبط لتصبح زرقاء غنية. وتم تقليل الإضاءة الكاشفة للمسافة المتوسطة لتتناسب معها، ولكن لسوء الحظ وبعد فوات الأوان، بالفعل كانت قد مرت عدة دقائق وأصبح ذلك لا يتناسب مع الإضاءة الأمامية، وقام المصور بعمل هذا الإصدار، ولكن لا يزال هذا الإصدار يحتفظ وتشير إلى جاذبية المكان. 


السماء الزرقاء / التصوير المعماري

Blue Skies / Architectural Photography

كما ذكرنا في السابق أن التصوير في ظل وجود السماء الزرقاء له جمال خاص يتضح في العلاقة بين لون السماء الأزرق الذي ينحدر لأسفل وألوان مصابيح التنجستين البرتقالية التي تصعد لأعلى، حيث كل من الأزرق والبرتقالي لونان مكملان على دائرة الألوان، والألوان المكملة أو التكميلية هي الألوان التي تقابل بعضها البعض على عجلة الألوان.


وهذا السبب هو ما يجعل التصوير في السماء الزرقاء أو التصوير في الأمسيات الزرقاء أداة موثوقة جدًا في فن التصوير الفوتوغرافي المعماري، حيث السماء غنية باللون الأزرق ويمكن التحكم في الإضاءة الصناعية بسهولة. في الواقع، حتى لو كان اليوم ملبدًا بالغيوم، فإن الكثير من نفس التأثير سوف يحدث، ولذلك يعتبر هذا الوقت مثالي للتصوير المعماري، وخاصة الذي يتم التخطيط له بشكل مسبق.


ومن الجدير بالذكر أن العلاقة اللونية بين اللونين الأزرق والبرتقالي ترتبط بالمساحة، فكما ذكرنا في السابق عن الألوان المكملة أنه لعمل تكوين ناجح من الألوان المكملة فيجب أن يكون لأحدهما النسبة الأكبر عن الأخر، وحيث أن اللون الأزرق يشغل مساحة كبيرة من السماء واللون البرتقالي لمصابيح التنجستين يأخذ المساحة الأصغر، فإن ذلك سيعمل على إنشاء جاذبية خاصة وطبيعية في نفس الوقت. حيث أن نظام الرؤية البشري مهيئ بشكل فطري "لرؤية" الألوان المكملة على أنها مرضية ومتوازنة بشكل طبيعي.


لكي نتحدث بشكل أكثر دقة، إن لون السماء لا يكون أزرق فقط، بل إنه يكون لون أزرق يميل نحو اللون البنفسجي. وبالمثل في مصابيح التنجستين التي تكون بدرجة اللون البرتقالي المصفر وليس البرتقالي النقي. تحدث الكثير من العلماء ومنظرو الألوان عن دائرة الألوان ودور الألوان المكملة.


فعلى سبيل المثال، كان الفيلسوف والشاعر والعالم الموسوعي الألماني جيه دبليو جوته J. W. Goethe هو من توصل إلى هذه النظرية في عام 1810، وأضاف الكثير، فاقترح أن الألوان المتعارضة تكمل بعضها البعض بشكل أفضل عندما يؤخذ نسبة سطوع اللون أو الإضاءة في الاعتبار.


فالبنفسجي مثلاً هو اللون الأغمق، والأصفر هو اللون الأفتح، لذا فإنهما يتحدان بطريقة طبيعية بالنسبة للعين عندما يأخذ اللون الأصفر مساحة أقل بكثير من اللون البنفسجي. وكما نعلم بالتأكيد أنه لا يوجد لون بنفسجي فاتح، كما لا يوجد لون أصفر داكن. في الحقيقة نحن نطلق على الألوان أسماء مختلفة كي نقترب من صفات اللون الحقيقية.


فعلى سبيل المثال، قد نضع أسماء لبعض درجات الألوان لوصف الفروق بين الألوان كما في اللون البنفسجي violet واللون الموف mauve واللون الأصفر ولون المغرة ochre، وهو دهان أصفر له قوام أكسيد الحديديك المائي الطبيعي. بناء على الفروق بين اختلافات الألوان والعلاقات بين الألوان في دائرة الألوان يستطيع المصور والفنان تحقيق الكثير من الأشياء.


إن العلاقات بين ألوان السماء الطبيعة وخاصة في فترة المساء والإضاءة الصناعية قد يساعد كثيرا في فن التصوير المعماري وفي إظهاره بشكل مثالي. هناك ثلاث خصائص رئيسية للتصوير المعماري في ظل السماء الزرقاء أو الأمسيات الزرقاء وهم، إمكانية العمل باستخدام الألوان المكملة، التباين في الحجم بين الألوان المكملة كما في مساحة السماء الكبيرة ومساحة المصابيح الصغيرة، وأخيرا يجب التدقيق ومراعاة أهمية التوقيت أثناء العمل والتصوير.


مثال (1)

نقطة الالتقاء

رسم ثلاثي الأبعاد يوضح التوقيت الأفضل للتصوير لكل من السماء (بالسهم الأزرق) والمصابيح الكهربية (الأسهم الصفراء)، ففي لحظة معينة يمكن أن نطلق عليها لحظة اللون الحرجة وهي عندما تصل السماء المظلمة إلى اللون الأزرق العميق الذي يتناقض إلى الحد الأقصى مع مصابيح التنجستن الصفراء. 

التصوير الفوتوغرافي / السماء الزرقاء (2)


مثال (2)

متحف آي إم بي سوتشو، الصين. كان المصور يقوم بتصوير أحد مشاريع المهندس المعماري آي إم بي، وهو متحف سوتشو الجديد، والذي سيتم إدخاله في كتاب المهندس المعماري، بالإضافة إلى أن المصور قام بتضمينه في كتبه عن التصوير بسبب جماله الفريد. كان لدى المصور تعليمات واضحة يجب اتباعها.


حيث تشير طريقة تصميم المتحف إلى أسلوب سوتشو التقليدي للأشكال الهندسية البيضاء ذات الحواف الرمادية، ومع هذه الصفات المعمارية القوية، كان يجب تصوير المبنى بشكل جيد وخاصة في ضوء الشمس. وبالتالي كان لا يمكن تحقيق الأهداف المطلوبة في صورة واحدة، بل يجب عمل عدة لقطات شاملة.


وكما نلاحظ استغل المصور جمال الألوان المكملة بين السماء الزرقاء الشاسعة وألوان مصابيح الكهربية البرتقالية الصغيرة. بالإضافة إلى جمال التصميم المعماري، مما منح فرصة لتصوير مشهد خلاب يصف جمال الموقع. 


مثال (3)

لقطة لنفس المتحف في وقت النهار من اليوم، إن الصورة تبدو في الصباح وتحت ضوء الشمس أقل جمالا وجاذبية من نفس اللقطة في توقيت الأمسيات الزرقاء حيث الألوان المكملة الزرقاء والبرتقالية الغنية. 

التصوير الفوتوغرافي / السماء الزرقاء (2)


مثال (4)

صورة لخيمة في رانثامبوري، راجاستان، الهند. قام المصور باستغلال جمال الطبيعة وأنشأ مشهد خلاب في السماء الزرقاء والطبيعة الخلابة ذات الألوان الداكنة والتي تتعارض مع ألوان المصابيح الكهربية البرتقالية للخيمة والمكان والتي تم تنسيق وضعها بشكل جذاب. 

 

أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله

 

المراجع والمصادر

كتاب "التقاط الضوء - قلب التصوير".

CAPTURING LIGHT - The Heart of Photography

 

لمزيد من التواصل تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

حساب "مدونة ألوان" على فيسبوك.

حساب "مدونة ألوان" على انستجرام.

حساب "مدونة ألوان" على تويتر.

ليست هناك تعليقات